أرشيف

الديلمي: ساحات الحرية والتغيير أسقطت المعادلات التي اشتغل عليها النظام لعقود ثلاثة

قال إن المبادرات لا تخص سوى طرفين سياسيين هما المعارضة والسلطة المنتهية وإن مسلسل الرفض والقبول ليس إلا محاولة لكسب مزيد من الوقت وكذا إعادة إحياء للحيل الرئاسية القديمة…الأستاذ على الديلمي متحدثاً لـ”الديمقراطي…إلى التفاصيل


صالح سيقود وزبانيته حرب عصابات ولن تكون حرب أهلية


* أنتم كما هو معروف ترفضون أي مبادرة لا تنص على الرحيل الفوري .


* هل كان لرفض الرئيس التوقيع على المبادرة الخليجية أثر ايجابي عليكم؟ ثم لماذا ترفضون هذه المبادرات؟


– مواقفنا تجاه المبادرات واضحة لأننا نعلم أن هذه المبادرات لا تعنينا بقدر ما تخص طرفين سياسيين هما أحزاب المعارضة والسلطة المنتهية كما نعتبرها نحن,وبالتالي فإن مسلسل الرفض والقبول للمبادرة وغيره من الجدل البيزنطي العقيم الذي يشهده الطرفان ليس إلا محاولة لمزيد من الوقت وكذا إعادة إحياء للحيل الرئاسية القديمة.


*  ماتشهده الحركات والائتلافات داخل الساحة من تنافس, هل سينعكس سلباً على وحدة الشباب في الساحة؟ أم أن التنوع مسألة طبيعية ودليل على نضج الثورة؟


– عندما أتينا إلى الساحة لم نجد أمامنا سوى أشخاص من مختلف محافظات ومناطق اليمن وكان الجميع يمثلون شيئاً واحداً بوحدتهم أكان ذلك في اللقاءات أو المناقشات أو حتى في الأكل فهذا لوحده برأيي استطاع ان يحطم الحواجز التي أثبتت للجميع بأنها صناعة سلطوية بامتياز, وخلقت العديد من القيم الحضارية الجميلة كالحوار الملتزم والصريح بين الشباب الساحة, وفي اعتقادي إن هذا التنافس شئ طبيعي لأن الساحة غيرت كل المعادلات التي اشتغل عليها هذا النظام منذ عقود, فالفرق بين هذه الثورة والثورات السابقة أنها ثورة شبابية شعبية وليست نخبوية أو عسكرية كما هي الثورات السابقة وبالتالي فأن قيم الوحدة والتقارب بين الناس عاطفياً وروحياً وفكرياً حتى أن كل مبادئ وأهداف الحركات والائتلافات داخل الساحة هي متقاربة تماماً وتقريبا تؤدي نفس الأهداف العليا للثورة.


* صالح يضع الجميع أمام خيارين إما الانصياع له أو للشرعية الدستورية كما يقول وإما الحرب الأهلية؟ برأيك هل لا يزال صالح قادراً على إشعال حرب أهلية؟وإن اشتعلت بالفعل كيف ستتعاملون معها؟


-علينا أن نعود إلى الساحات اولا لنرى عظمة الوحدة الوطنية التي يجسدها اليمنيون اليوم في خطابهم وهدفهم,فقد التحمت فيها مختلف القبائل التي راهن عليها النظام منذ بداية هذه الثورة وأوهمنا أنها ستهجم على العصمة وستقتحم ساحات الاعتصام فكان واهما أصلا وما حدث الأحد الماضي خلال التوقيع على المبادرة الخليجية عندما دفع النظام بمجاميع مسلحة لمحاصرة الوفد الخليجي والسفراء الأجانب معاً لتوقيع الرئيس على تلك المبادرة أتضح أن تلك المجاميع ليست إلا عصابات مستأجرة نبذتهم أسرهم وقبائلهم وكذلك مدنهم فأصبحوا كما يطلق عليهم بالمرتزقة الذين يبحثون عن المال والمصلحة وليسوا كما يدعي النظام بأنهم قبائل وينتمون الى اتجاهات معينة, فإذا ما حصلت مشكلة عنف ستكون محدودة ولن تكون حرب أهلية إنما حرب عصابات يقودها صالح وزبانيته.


* هل الائتلافات الموجودة بساحة التغيير بصنعاء لديها أيضاً فروع في مختلف الساحات الأخرى في المحافظات؟


– فيما يخص حركة أحرار التغيير فان لديها فروع للحركة في خمس محافظات ولديها ممثلون في كل الساحات ولازالت الحركة في طور التنسيق مع كافة الساحات لإنشاء فروع من شأنها تعميق الصلة والاشتراك في القرار,وأعتقد أن الكثير من الائتلاف داخل الساحة لديها نفس الكلام مع وجود تقصير.


* هل تراهنون على الخارج؟


– نعرف جيداً أن الخارج لاتهمه سوى مصالحة الخاصة بدرجة أولى ولو راهنا على الخارج لكنا أنتظرنا وساطاته لاسيما وأننا التقينا في بداية الثورة بالعديد من السفراء والقادة فكان موقفنا واضحاً ما نراهن عليه هي الساحات, بالإضافة إلى وقوف الآخر مع إرادة هذا الشعب الغاضب في الساحات واحترام ثورته وهدفه المتمثل في الدولة المدنية, لأننا لن نقبل بحكم العسكر بعد الآن وهذه الثورة لن تسمح لأي عسكري أن يركب موجتها في المستقبل أيا كان.


وأعتقد أن الثورة أوصلت ثلاث رسائل للعالم: اليمن بدون صالح ستكون خالية من الإرهاب.


اليمن بدون صالح ستكون موحدة ولن تشهد حروباً جديدة.


اليمن بدون صالح ستكون قوية.


وعلى القلقين على الحدود (السعودية وعمان) أن يدكوا أن مصدر الشر في نظام صالح.


*  كيف تنظرون الى التطورات الأخيرة, خاصة الحرب الدائرة بين أولاد الأحمر ونظام صالح؟


– ما يجرى في العصمة من حرب عنيفة هي ما كان يتمناها النظام لأنه يعتقد أن الثورة التي فاجأت العالم بسلميتها ستتحول إلى انتفاضة مسلحة, وبالتالي ستفتح بوابه جهنمية لحرب أهلية.لكن كل الرهانات التي يختارها صالح تسقط إلى الأدنى وتزيده تدهوراً ومرضاً, فجميع الشباب في الساحة خرجوا بمسيرات مليونية خلال اليمني الماضيين تأكيداً على سلمية ثورتهم وإدانه لما يتعرض له سكان حي الحصبة من قصف همجي من قبل قوات الأمن فهم كل يوم يصرون على استمرارية


– ثورتهم السلمية, وإذا ما حاول صالح إن يجرهم إلى العنف سيفشل ولن يكون إلا مجرم حرب كما عرفه التاريخ.


* هل لديكم كلمة أخيرة في هذا اللقاء؟


– رسالتي المقدسة إلى العالم كله إن يحترموا إرادة هذا الشعب الغاضب في ساحات الحرية والتغيير.




– نقلا عن صحيفة الديمقراطي

زر الذهاب إلى الأعلى